الاسلام وعلاقته بالاديان الاخرى الجزءالثانى

فالإسلام يكرم الإنسان من حيث هو إنسان , بغض النظر عن ديانته أو جنسه, بحسبه انه إنسان .
فالجنس البشري بأجمعه أسرة واحده تنتمي إلي الله بالعبودية , والي ادم البنوة فربها واحد وأبوها واحد , جاء ذلك في بيان حجة الوداع ( أيها الناس إن ربكم واحد وان أباكم واحد كلكم لادم وادم من تراب ) وقال الله تعالي ( يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر و أنثي وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا .....)
لحكمة أرادها الله أن يتباين الناس في المعتقدات قال الله (ولو شاء لربك لجعل الناس امة واحده ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم .....)
فكيف نظر الإسلام إلي أصحاب المعتقدات الاخري و كيف سن لنا التعامل مع أصحابها ؟
دستور العلاقة مع غير المسلمين :
هذا الدستور وضعه ونظمه رب العالمين فقال تعالي (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين أنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين و أخرجوكم من دياركم و ظاهروا علي إخراجكم أن تولهم و من يتولهم فأولئك هم الظالمون )
قال القرطبي : هذه الايه رخصة من الله تعالي في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم . واستدل بها القاضي أبو بكر علي وجوب نفقة الابن المسلم علي أبيه الكافر .
مع ملاحظة أن هذه الايه نزلت في شأن المشركين الوثنيين , أما أهل الكتاب فلهم نظرة خاصة , لأنهم أهل دين سماوي , فهم يشاركون المسلمين في الإيمان بالله والنبوة والاخره و في عبادة الله .
و أكثر من ذلك برهانا في التسامح مع أهل الكتاب أن الإسلام أباح أكل طعامهم وطعامنا حل لهم , وان نتزوج العفيفات من نسائهم فقال تعالي ( اليوم احل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذات أخدان )
فكيف يطيب الطعام و الشراب مع البغضاء و الشحناء ؟ وكيف يتم المصاهرة و النسب إلا في جو من المودة و المحبة؟
هذا ما بينه القران الكريم في التعامل مع أصحاب الديانات الاخري و خاصة اليهود و النصارى .